Monday 10 May 2010

نوافذ العقل على العالم...

نوافذ العقل على العالم

لأن الغرفة مظلمة يغشاك الخوف ، مع علمك المسبق بخلوها من المفاجآت ، فلا لص قد يظهر لك أو قط أسود قابع تحت سرير النوم( ينفج عليك )، فإن سمعت صوت خرفشة لاتجرأ على دخول الغرفة قبل تلاوة البسملة وثلاثة أجزاء من القرآن بصوت متحشرج متبوعة بحنحنه ثم (تت تت ..) غير مفهومة البتة ، وقد يكون الصوت صادر من قرطاسه وطأتها بحذر القدم ، فالظلمة (تخرع و ثقيلة دم ) ، فما أفضل من النور إلا الوضوح.

وينطلي مفهوم النور على مفاهيم الوضوح والشفافية ، إبتداء لابد أن نحسن الظن في كلا طرفي الحوار في مسألة حدود التفكير والوضوح,. فالقائلون بإطلاق التفكير بدون حدود ولا قيود ينطلقون من أن هذا حق للإنسان، أن يستخدم عقله كما يشاء، كما أن إطلاق التفكير يهدف إلى التعرف على كل ما يمكن أن يكون فيه فائدة للإنسان. الطرف الآخر بالمقابل ينطلق من حرصه على حفظ الإنسان من الوقوع في مخاطر الخوض في مجاهل لا قبل له بها ومخاطر ضياع الجهد والوقت في البحث في مسائل لا قبل له بها.

إن ما يدركه العقل من الواقع لا يتعدى تصوره لذلك الواقع! أما حقيقة ذلك الواقع فشيء مختلف تماما. بينما أنت لا ترى شيئا في الليل الحالك تطير البومة على ضوء الأشعة تحت الحمراء وترى طرائدها وتصطادها بكل يسر وسهولة. إن الظلام الذي يصوره لك عقلك ليس موجودا إلا في خيالك أنت.

لعل غالبية الناس يتفقون هنا على اتصال العقل بالعالم من خلال الحواس. السمع والبصر واللمس والذوق والشم. من خلال البصر يدرك العقل صورة العالم ويخزن هذه الصورة بشكل ما بحيث يستطيع أن يسترجعها من خلال الخيال حتى في حال عدم وجودها أمامه. وهكذا بقية الحواس تدرك عناصر مختلفة من هذا العالم. وهنا يثور سؤال منطقي. هل لهذه الحواس حدود. والجواب بالطبع نعم. فالبصر يستطيع إدراك الطيف المرئي والتي تشكل مدى صغيرا من طيف الموجات الضوئية. وهنالك طيف واسع من الموجات الضوئية التي لا تستطيع العين رؤيتها وبالتالي لا يستطيع العقل إدراكها. ومنها على سبيل المثال الموجات تحت الحمراء والموجات فوق البنفسجية. فمن الموجات تحت الحمراء، الحرارة التي ندركها من خلال حاسة اللمس. حيث نحس بالحرارة ولا نراها. إذن نلاحظ هنا تفاوتا في قوة الحواس في الإدراك. وهذا يجعلنا نفترض بأن للعقل حدودا في الإدراك!

هذه القصة تمثل خيالا علميا ولكنه خيال مثبت بالبراهين والحجج العلمية فيزيائيا ورياضيا. فنحن نعيش في عالم ذي 11 بعدا ولكننا مزودين بعقول لا تستطيع إدراك سوى 3 ابعاد! فكم من المخلوقات التي تعيش في البعد الرابع والخامس والـ... لا يعلمها إلا الله!!!

No comments: