Monday 10 May 2010

المذكـــرات اليــــومية..

المذكـــرات اليــــومية..

عندما يشعر الإنسان بأهميته يبدأ بالمحافظة عليها بطرق عدة، ومن هذه الطرق كتابة المذكرات اليومية، لكي يذكره تاريخه بخير عند من حوله من كُتب تاريخ الشخصيات.

مذكرات نوع من أنواع الكتابة التاريخية وثيق الصلة بالسيرة الذاتية. والفرق بين السيرة الذاتية والمذكرات هو أن الأولى تروي قصة حياة الكاتب وتسجل خبراته ومنجزاته في المقام الأول، على حين تعنى الأخرى (أي المذكرات)، قبل كل شيء، بوصف الأحداث وتعليلها، وبخاصة تلك التي لعب فيها كاتب المذكرات دورا أو تلك التي عايشها أو شهدها من قريب أو بعيد، ومن هنا وقوعها في منزلة متوسطة بين (موضوعية) التاريخ و(ذاتية) السيرة الذاتية.

ويبدو أن الفرنسيين فاقوا غيرهم من الشعوب في هذا الفن الأدبي. وقد راجت للمذكرات بعد الحرب العالمية الثانية، سوق لم تكن لها قبل. فأصبح من عادة القادة العسكريين ورؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزارات أن يفرغوا، في أواخر حياتهم، لكتابة مذكراتهم.

ولكن السؤال المهم، لماذا يهتمون الأوروبيون بكتابة المذكرات ؟؟ دونما الإخوة العرب خصوصا الخليجيين منهم!.

إن المجتمعات الأوروبية تهتم بالفرد اهتمام الأم بولدها الصغير ، فترى الفرد الاوربي يلتزم بالقوانين والمسؤوليات امام مجتمعه وله الحريه بالتعبير والديمقراطيه ، فهو لن يستحي من كتابة مذكراته اليومية .

وعلى هذا ، تجد من المهتمين بكتابة المذكرات اليومية تشكيلة واسعة من المجتمع الأوروبي ، سائق التاكسي، وربة المنزل ، ووزير سابق ، اي كان منصبه او دوره بالحياة ، فالجميع يريد ان يضع بصماته على ورق للاخرين اما للعظة والعبرة واما ورث من النصائح لاحفاده.

أما الإخوة العرب يفضلون صمت الصخور ، مثلما دخلت على هذه الدنيا بالمعروف تخرج منها بالمعروف ، لا فائدة بيضاء تعينك على الأسود من الأيام ، ولا موعظة تنجيك من عذاب النار ، لذلك لا تجد في ذاكراتنا إلا الشخصيات والأحداث الخرافية ، التي لا تصدق لو غلظت الأيمان ، وهي ما تروى على ألسنة الدايات (مربيات الأطفال) ، مثل ، حمارة القايلة وطنطل وغيرها ، كل ذلك من أجل أن ننام بسرعة خمسين تشخيرة في الدقيقة .

و هناك من يكتب المذكرات اليومية من أبناء جلدتنا كما ينبغي وهم قلة ، بيد أن بعض هذه المذكرات كتبت بنهج شعراء العرب في مدح الملوكِ ، الذين بالغوا بدفع بلدانهم في مصاف الأمم المتطورة ، مبالغة لا تنتهي حتى لو سقطت خبزه من يد عجوز عربية عجزت عن مسكها ، أرادت صد سياط الجوع ولم تستطع بعد أن خارت قِواها ، فهم لا يكتبون رؤيتهم للأحداث ، بل يكتبون رؤيتهم في ذاتهم .

وفى هذه الايام انتشرت بين مرتادين الشبكة العالمية ( الانترنت ) خدمه من شركة قوقل مجانية بانشاء بلوقات ما يعرف بالمدونات الالكترونية، فترى الكثير من الشباب من الجنسين اض هذه التجربه الرائعه ، اما لكتابة يومياته او لتعليقات حول مجريات الحياه السياسيه والاجتماعيه والثقافيه، فعاد النفس الادبيه للمجتمعات العربية.

No comments: